هناك مفهوم رئيسي لابد وأن يكون عالقاً في ذهنك طوال الوقت وهو " كلما أردت ان تحقق أرباحاً أكثر من الاستثمار في البورصة، كلما تعرضت لمخاطر استثمارية أكبر". فأنت عندما تقوم ببيع أو شراء أسهم أو سندات أو أي أدوات مالية أخرى فإنك تكون معرض لمخاطر استثمارية ودرجة المخاطر هذه تختلف من أداة مالية لأخرى.
مثلاً فإن الأدوات المالية التي تتوقع منها ربحاً عالياً (مثل الأسهم النشطة) تحتوي على درجة كبيرة من المخاطر .
و يعني ذلك أن سعر السهم قد يرتفع كثيراً (وهذا يعني تحقيق الربح بالنسبة لك) ولكن قد يحدث أن ينخفض السعر كثيراً (وهذه هي المخاطر التي قد تسبب انخفاض حجم أموالك واستثماراتك).
أما الأدوات المالية التي تتوقع منها ربحاً او عائدا قليلاً (السندات الحكومية مثلا) فإنها تحتوي على درجة اقل من المخاطر (لان تلك السندات تكون مضمونة من الحكومة المصرية).
والآن اسأل نفسك : ما هو الربح الذي تريد تحقيقه ودرجة المخاطر التي تقبل أن تواجهها عند الاستثمار في البورصة على سبيل المثال؟
عزيزي المستثمر، أنت الوحيد الذي يستطيع الإجابة على هذا السؤال.
أما إذا كنت لا تستطيع أو لا ترغب تحمل مخاطر نقص أموالك المستثمرة فى البورصة. فعليك بالاستثمار في السندات الحكومية وسندات الشركات ووثائق صناديق الاستثمار التى تعمل فى ادوات الدخل الثابت مثلاً ، مع العلم بأن معدل النمو فى استثماراتك سيكون أقل فى هذه الحالة.
العائد والعوامل التي تؤثر فيه:
يتأثر العائد الذى تحصل عليه عن استثمارك لأموالك بعدة عوامل أهمها:
توقيت اتخاذك لقرارك الاستثماري : فأنت حينما تشترى ورقة مالية (سهماً على سبيل المثال) آخذ سعرها فى الارتفاع ستحصل على ربح أعلى منه عند بيعها ، وفي حالة شرائك لذات الورقة المالية فى توقيت آخر يشهد ثبات السعر أو انخفاضه. لذا فتوقيت اتخاذ قرارك الاستثماري يعتبر أهم العوامل التى تؤثر فى العائد الذى تحصل عليه.
المخاطر المحتملة وأنواعها:
هناك العديد من المخاطر التجارية التي قد تتعرض لها أثناء استثمارك لاموالك فمثلاً عند استثمارك لأموالك فى البورصة تكون عرضة لعدد من المخاطر، من اهمها:
المخاطر الاساسية: يتواجد هذا النوع من المخاطر في كل أنواع الاستثمار. وهي المخاطر المتعلقة بالشئون الداخلية بالشركة وكيفية إدارتها ومواجهة المنافسة. وأفضل طريقة لتقليل هذه المخاطر هي التنويع بمعنى الاستثمار في أكثر من شركة بدلاً من شركة واحدة "لا تضع البيض كله في سلة واحد".
مخاطر السوق: يتعلق هذا النوع من المخاطر بمدى تأثير الظروف الاقتصادية على أداء الشركة مثل التضخم ، البطالة وغيرها من الظروف السياسية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال إذا أصدرت الدولة قراراً بوقف مشروعات المقاولات والإنشاءات فإن هذا يمثل خطراً على سعر سهم شركة تنتج الاسمنت أو حديد التسليح.
مخاطر سعر الفائدة: تؤثر هذه المخاطر على سوق السندات بصورة اكبر من تأثيرها على سوق الأسهم. فمثلاً : بالنسبة لسوق السندات: إذا ارتفعت أسعار الفائدة في السوق فإن السندات الجديدة التي تصدر بسعر الفائدة الجديد تصبح اكثر اغراءا للمستثمرين الراغبين في استثمار اموالهم في سوق السندات للعائد الأكبر المنتظر الحصول عليه وبالتالي تنخفض أسعار السندات القائمة ذات سعر الفائدة الاقل لضعف الطلب عليها بسبب انخفاض العائد عليها مقارنة بالسندات التي تصدر بسعر الفائدة الجديد. اما بالنسبة لسوق الاسهم: إذا ارتفع سعر الفائدة على الودائع بالبنوك، فإن المستثمرين سوف يقومون ببيع أسهمهم وإيداع أموالهم كودائع في البنوك وهذا بالطبع سوف يؤدي إلى زيادة الكميات المعروضة للبيع من الاسهم عن الكميات المطلوب شرائها ما يؤدي الى انخفاض الأسعار في سوق الأسهم.
مخاطر التضخم: قد يحدث تضخم في سوق ما من الأسواق مثل سوق العقارات . في هذه الحالة فإن المستثمرين يجدون أن معدل ارتفاع أسعار العقارات أعلى من معدل ارتفاع أسهمهم، وفي هذه الحالة يقوم المستثمرون ببيع أسهمهم وشراء العقارات ليستفيدوا من ارتفاع أسعارها. وهذا بدوره يؤدي إلى الانخفاض في أسعار الأسهم.
مخاطر السيولة: وهي تلك المخاطر التي ترتبط بعدم قدرة المستثمر على بيع أسهمه أو سنداته وتحويلها إلى سيولة نقدية في وقت احتياجك الى اموال نتيجة لعدم وجود طلب عليها.
المخاطر وتقلبات الاسعار
قد يتغير سعر استثماراتك، إلى حد كبير في بعض الأحيان، على مدار يوم أو شهر أو عام. وتختلف هذه الحركة المستمرة، المعروفة باسم تقلبات الأسعار، من استثمار إلى آخر، حيث تكون أسعار بعض الاستثمارات أكثر تقلبا من الاستثمارات الأخرى.
وعلى سبيل المثال، تتقلب أسعار الأسهم وصناديق الاستثمار في الأسهم بصورة أسرع من معظم الاستثمارات ذات العائد الثابت مثل السندات.
ولكن الأمر ليس بمثل هذه البساطة في المعتاد فى سوق الأسهم حيث يتغير سعر الأسهم في الشركات الكبرى العريقة بصورة أبطأ من الأسهم في الشركات الأصغر أو الأحدث.
وتتأرجح أسعار السندات ذات التصنيف المنخفض والعائد المرتفع بنفس معدل تقلب أسعار الأسهم في الأغلب وتوفر بعض الفرص المماثلة للربح والخسارة.
وتعد تقلبات الأسعار بمثابة أحد مخاطر الاستثمار على المدى القصير. ومع ذلك، فإذا تمكنت من انتظار انقضاء حالات الانخفاض فى الأسعار التي تمر بها الأسواق من حين لآخر، فمن الأرجح أن تستعيد محفظتك الاستثمارية المتنوعة قيمتها، وينتهي الأمر بتحقيق الربح الذى تأمله. وإذا نظرت إلى الصورة الأعم والأشمل، سوف تكتشف أن ما يبدو انخفاضا ملحوظاً في السعر على المدى القصير يتم تعويضه على المدى الطويل. وفي الواقع، فقد تزداد قيمة الأوراق المالية المستثمر فيها على مدار عشر سنوات حيث أن أكثر الاستثمارات تقلبا هي الاستثمارات على المدى القصير.
أي نوع من المستثمرين أنت؟
يتعامل كل فرد مع المخاطر بصورة مختلفة. ويرجع ذلك إلى قدرة البعض على تحمل المخاطر بصورة أكبر من الآخرين.
كلما كنت أصغر سنا، كلما كنت أكثر قدرة بصفة عامة على تحمل مخاطر الاستثمار. ويرجع السبب في ذلك إلى وجود وقت أمامك لانتظار استعادة الوضع السابق حينما يحدث تدهور في الأسواق. ولكن إذا ما تقاعدت أو أوشكت على التقاعد، قد تكون قد خططت أن تعتمد على العائد الناجم عن استثماراتك. ويزيد ذلك من احتمال رغبتك في تجنب مخاطر فقدان أصل رأس المال، حتى إذا ما عرضت نفسك بصورة أكبر لمخاطر التضخم.
ويلعب موقفك في الحياة دورا في حجم المخاطر التي ترغب في تحملها. فإذا كان لديك أطفال سوف يلتحقون بالجامعة خلال السنوات القليلة القادمة أو آباء مسنين يعتمدون عليك من الناحية المالية، قد تحتاج إلى تحقيق المزيد من الاستقرار والعائد الثابت لاستثمارات محفظة أوراقك المالية حتى تتمكن من تغطية تلك النفقات.
وتلعب شخصيتك دوراً هاماً أيضا. حيث يتفق معظم الخبراء على أنه من غير المفيد أن تستثمر أموالك في مجالات استثمارية تصيبك بالعصبية بحيث لا تستطيع النوم أو تجعلك تقوم بالبيع وأنت مصاب بالذعر عند ظهور مؤشرات لأي تدهور. ومع ذلك، فإذا لم تكن تشعر بالارتياح، فإنهم يشجعونك أيضا على التعرف على المزيد من المعلومات حول العائد الذى يتحقق من مجالات الاستثمار طويلة الأجل لمساعدتك على تقبل حد مقبول من المخاطر.
وهناك ثلاثة أنواع من المستثمرين :
المستثمر المحافظ هو المستثمر الذي لا يرغب في تحمل مخاطر كبيرة ويرضى بتحقيق مكاسب وأرباح قليلة
المستثمر المخاطر هو المستثمر الذي يرغب في تحمل درجة كبيرة من المخاطر في سبيل تحقيق أرباح ومكاسب كثيرة
المستثمر المعتدل هو المستثمر الذي يرغب في تحمل قدر متوسط من المخاطر في سبيل تحقيق قدر متوسط من الأرباح والمكاسب
ولكي تعلم أي نوع من المستثمرين أنت ، تستطيع أن تختبر نفسك اختباراً بسيطاً . فقط اجب على السؤال التالي:
تخيل انك وضعت أموالك في استثمار ذو عائد كبير ولكن تحيطه درجة عالية من مخاطر الاستثمار، هل تستطيع أن تسترخي وتنام نوماً عميقاً؟
• إذا كانت إجابتك "نعم": إذن فأنت مستثمر مخاطر.
• إذا كانت إجابتك "لا" : فأنت مستثمر محافظ.
• إذا كانت الإجابة "إلى حد ما" : فأنت مستثمر معتدل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق